وقد أثيرت الرغبة المتبادلة في التعاون خلال زيارة رسمية قام بها المراقب الإسرائيلي إلى المغرب. وتمت دعوة المراقب إنجلمان من قبل رئيسة المجلس الاعلى للحسابات في شهر نوفمبر 2022 خلال مؤتمر الـ INTOSAY (المنظمة الدولية للمؤسّسات العليا للرقابة) الذي عُقد في البرازيل.
وخلال الزيارة، عُقد اجتماعان مهنيّان بين موظفي مكتبي المراقب في كلتا الدولتين، حيث عُرضت فيهما منهجيّات ومنتجات المراقبة ذات الاهتمام المشترك.
وخلال زيارته للمغرب، زار مراقب الدولة أيضًا ضريح الملك محمد الخامس ووضع إكليلاً من الزهور على الضريح، ثم زار مسجد الحسن الثاني والتقى بالجاليات اليهودية في المغرب. ورافق مراقب الدولة المدير العام للمكتب، يشاي فاكنين، ورئيسة المقر، أهوفا نيفو، وكلاهما ينحدران من عائلات ذات أصول مغربيّة.
ودعا مراقب الدولة متنياهو إنجلمان نظيرته المغربية إلى القيام بزيارة متبادلة لإسرائيل قائلاً: "يتقاسم المغرب وإسرائيل الاحترام المتبادل والقيم المشتركة. حتى قبل قيام دولة إسرائيل، استقبل المغرب العديد من اليهود الذين أجبِروا على الفرار من نظام محاكم التفتيش القاتل الذي حكم إسبانيا والبرتغال منذ عام 1492. كان للشعب المغربي واليهود الذين عاشوا ويعيشون في المغرب علاقات حسن الجوار ويحترمون ديانة بعضهم البعض ونمط حياتهم. حتى يومنا هذا، يتذكّر الإسرائيليون الذين ينحدرون من أصول مغربية بحنين ملك المغرب وحياتهم السعيدة هناك.
ويعتزّ اليهود من أصول مغربيّة الذين يعيشون في إسرائيل بتراثهم. لذلك، من عادتي أن أشارك كل عام في احتفالات عيد الميمونا التي يقيمها جاري موشيه وسغول، الذين، يفتحون منزلهم بسخاء مع خير المعجنات المغربية وفقًا للتقاليد المغربية.
"بعد عشرة أشهر، سأتولى منصب رئيس الـ EUROSAI (المنظمة الأوروبية للمؤسسات العليا للرقابة المالية). حسب اعتقادي سأكون بذلك المسؤول الكبير الوحيد من إسرائيل الذي يترأّس منظمة أوروبية. المغرب هو بلد قريب جدًا من أوروبا، ومن الجيّد أن نعزّز العلاقات على مستوى مراقبي الدولتين. ذلك من أجل الترويج لمصالح كلتا المؤسستين، بما يساهم إلى حد كبير في مجال التدقيق.
أعتقد أن مراقب الدولة يلعب دورًا مهمًا في الحملة العالمية في مجالات مثل البيئة والسايبر والـ AI (الذكاء الاصطناعي): للتأكّد من أن قرارات الحكومات بشأن هذه القضايا تُترجم إلى عمل فعّال، ومن أن أفضل الحكومات مستعدة للتغييرات المستجدة في هذه المجالات.
أودّ أن أشكركم على حسن ضيافتكم وعلى الاحترام الذي منحتموه للشعب اليهودي على مرّ القرون، وعلى العلاقات الجيّدة القائمة حاليًا بين الدولتين".
